يوماً ما سأراكِ..
تتناثر كلماتي عندما أراكِ يا قدسُ، وتذهب وكأنها سراب فأشعر أنني في مكان مختلف تماماً ، أحلق بأفكاري إليكِ، فيأسرني ذلك المسجد الذي بين أحضانكِ، وكأنكِ تحملينه بين أضلعكِ، تخافين عليه إلى ذلك الحد الذي جعلكِ تكللين رحابه بأشجار الزيتون تلك، ولي معها قصة أخرى، لا أعلم لماذا لكن تُشعرني بمعنى الصمود، تقاوم بكل ما أوتيتْ من قوة، تلك الشجرة لا تعرف الاستسلام، لها رمزية الثبات، ثم إن حدثتكِ عن ذلك الحمام الأبيض الذي يلازم قبتكِ الصفراء وكأنه يحميكِ ستتعثر حروفي في طريقها إليكِ، وكيف لا يكون حمام السلام في أرض السلام! دعيني أروي لكِ قصة الجمال تلك التي بين أعمدة مسجدكِ... أغرق في النظر إليها، فكل ركنٍ فيها يحدثني عن تاريخكِ، فأشتاق إليكِ يا قُدسي وإلى سجدةٍ في رحاب حَرمكِ الشريف، لعلي أعود كيوم ولدتني أمي، أعود بهمةٍ قوية وبإيمانٍ جديد، فلكِ في قلبي مكان يجعلكِ وجهتي في كل وقت وحين، فلتعلمي أنني أراكِ في لوحة تتناغم بين سماء تعانق قبتكِ وبين أرضٍ تتغلغل فيها أعمدة مسجدكِ القدسي ، أذكركِ بين كلماتي وأتحدث عنكِ شوقاً ليومٍ ألقاكِ فيه، يعم الحب أراضيكِ، و تسكن السعادة في قلوب سُكانكِ، وأجدد عهدي معكِ، وهو ليس بيومٍ بعيد، إنه قريب بالنسبة لي، كوني بخير يا قُدسي، لعل العالم يكون بخير من بعدكِ.