حربٌ مختلفةٌ..
_ ما بكَ يا صديقي؟
_ لا شيء... إني أخوضُ حرباً..
_ أربحتَ أم أنكَ خسرتَ؟
_ لا أعلم..
_ كيف ؟.. كل الحروب تنتهي بسعادةٍ لمن انتصر... وحزنٍ لمن خسر..
_ لكنها حربٌ مختلفة... لا سلاحَ فيها!
_ وأي حربٍ تلك لا سلاح فيها! أخبرني يا صديقي..
_ إنها حرب المرء مع نفسه... يصارعها في كل يوم... لكنه لا يستطيع الفرار منها... إنها تلازمه في كل أفكاره وفي كل أوقاته... تقوده إلى الراحة دائماً.. ولا تحب أن يخوض تجارب جديدة...إنك تحاربها من لحظة استيقاظك... وتصارعها إلى لحظة نومك... وإن ربحت فيها... فأنتَ تربح لذاتك... وإن خسرت فأيضاً لها... إنها أصعب الحروب على الإطلاق...
_ لكنك تملك أسلحة كثيرة في هذه الحرب..!
_ كل ما أملكه هو أن أعقد هدنة معها... أعطني جهداً وأعطيكِ راحة... لكنها دائماً ما تخذلني.. ولا تعطيني شيئاً...
_ سأخبركَ بسلاحٍ لابد أن يجعلكَ تربح دائماً...
_ أخبرني... فأنا أكاد أن أرفع راية الاستسلام..
_ خذ بيدك سلاحاً من الأمل... واملأ ذخيرتكَ رصاصاتٍ من صبر... واجعل زادكَ القوة... فقد تدوم الحرب لسنوات... وارتدِ ثياب الثبات... واحتمِ بدرع الدعاء... وامضِ في هذه الحرب... ولن تزيدك الخسارة إلا عزماً بأن تفوز في المرة القادمة... تحارب ذاتك من أجلكَ أنتَ... لتكون أفضل.. هذه الحرب لن يعلم بها أحد.. ولن يضمد جروحها أحد سواكَ...
_ إذاً أعلنتُ الحرب مجدداً يا صديقي.